عقيدة إسلامية
العقيدة هو مصطلح لغوي يطلق على ما يؤمن به مسلمو أهل السنة و الجماعة من أمور التوحيد و أصول الإيمان .و أن تعلم العقيدة فرض عين على كل مسلم فقد قال الله في سورة الزمر وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{{65}} و تشمل العقيدة على الأقسام التالية :-
1- اركان الايمان الستة
وتشمل :-
الإيمان بالله
2. الإيمان بالرسل
3. الإيمان بالكتب السماوية
4. الإيمان بالملائكة
5. الإيمان باليوم الآخر
6. الإيمان بالقدر خيره و شره
اولاً اركان الايمان الستة :-
(( الايمان بالله ))
معرفة الله أصل الدين, وركن التوحيد و أول الواجبات, لما بعث النبي صلى الله عليه و سلم معاذاً إلى نحو أهل اليمن قال له: "فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات" ، الحديث صدر به البخاري كتاب التوحيد من صحيحه
و يمكن القول بأن أركان التوحيد في الإسلام هي:
توحيد الألوهية
توحيد الربوبية
توحيد الأسماء و الصفات
(( الايمان بالرسل ))
الإيمان بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان ، فلا يصح إيمان العبد إلا به. والأدلة الشرعية متواترة على تأكيد ذلك، فقد أمر سبحانه بالإيمان بهم، وقرن ذلك بالإيمان به فقال: { فآمنوا بالله ورسله } (النساء: 171) وجاء الإيمان بهم في المرتبة الرابعة من التعريف النبوي للإيمان كما في حديث جبريل: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله .. ) رواه مسلم ، وقرن الله سبحانه الكفر بالرسل بالكفر به، فقال:{ ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا } (النساء:136)، ففي هذه الآيات دليل على أهمية الإيمان بالرسل، ومنزلته من دين الله عز وجل، وقبل بسط الكلام في ذلك، يجدر بنا ذكر تعريف كل من الرسول والنبي، وتوضيح الفرق بينهما .
الرسول هو الذي انزل عليه كتاب وشرع مستقل ومعجزة تثبت نبوته وأمره الله بدعوة قومه لعبادة الله . أما النبي هو الذي لم ينزل عليه كتاب انمااوحي اليه أن يدعو قومه لشريعة رسول قبله مثل انبياء بني إسرائيل كانوا يدعون لشريعة موسى وما في التوراة وعلى ذلك يكون كل رسول نبي وليس كل نبي رسول .
كما يجب على المؤمن الايمان بهم جميعا فمن كفر بواحد منهم اصبح كافرا بالجميع وذلك لانهم جميعا يدعون إلى شريعة واحدة وهي عبادة الله .
(( الايمان بالكتب السماوية حسب الإسلام ))
الكتب السماوية هي الكتب التي انزلها الله على أنبيائه ورسله(حسب الاعتقاد الاسلامي)، قال الله : {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }[النساء : 163]
والكتب كما وردت في القرآن هي:
أولاً : الصحف (حسب الاعتقاد الاسلامي)( صحف إبراهيم و موسى ) : و لا يوجد لهذه الصحف أي مرجع سوى القرآن؛ قال القران:{ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى }[الأعلى : 19]
ثانياً : الزبور (حسب الاعتقاد الاسلامي)، قال القران : {.. وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} [النساء : 163] .
ثالثاً : التوراة : التوراة(حسب الاعتقاد الاسلامي) هي الكتاب الذي أنزله الله على موسى والتوراة كتاب عظيم اشتمل على النور والهداية كما قال القران : [إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ](المائدة: 44). وقال القران : [ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ] (الأنعام: 154). وكثيراً ما يقرن الله في القرآن بين التوراة والقرآن؛ وذلك لأنهما أفضل كتابين أنزلهما الله على خلقه. هذه باختصار هي حقيقة التوراة التي أنزلت على موسى . التوراة الموجودة اليوم : أما التوراة الموجودة اليوم فهي ما يطلق على الشريعة المكتوبة، كما يطلق لفظ (التلمود) على الشريعة الشفهية. والتوراة الموجودة اليوم تشتمل على خمسة أسفار وهي: 1 - سفر التكوين: ويتحدث هذا السفر عن خلق العالم، وظهور الإنسان، وطوفان نوح، وولادة إبراهيم إلى موت يوسف . 2 - سفر الخروج: ويتحدث عن حياة بني إسرائيل في مصر، منذ أيام يعقوب إلى خروجهم إلى أرض كنعان مع موسى ويوشع بن نون. 3 - سفر اللاويين: نسبة إلى لاوي بن يعقوب، وفي هذا السفر حديث عن الطهارة، والنجاسة، وتقديم الذبائح، والنذر، وتعظيم هارون وبنيه. 4 - سفر العدد: يحصي قبائل بني إسرائيل منذ يعقوب، وأفرادَهم ومواشيهم. 5 - سفر التثنية: وفيه أحكام، وعبادات، وسياسة، واجتماع، واقتصاد، وثلاثة خطابات لموسى .
رابعاً: الإنجيل(حسب الاعتقاد الاسلامي) :
هو الكتاب الذي أنزله الله على المسيح متمماً للتوراة، ومؤيداً لها، وموافقاً لها في أكثر الأمور الشرعية، يهدي إلى الصراط المستقيم، ويبين الحق من الباطل، ويدعو إلى عبادة الله وحده دون من سواه. هذا هو الإنجيل الذي أنزل على المسيح.
الإنجيل (حسب الاعتقاد المسيحي) : الكتاب المقدس لدى المسيحيين يشمل التوراة والأناجيل، ورسائل الرسل. وتسمى التوراة العهد القديم، وتسمى الأناجيل، ورسائل الرسل العهد الجديد. والاناجيل اربعة وهم
1- إنجيل يوحنَّا. 2- إنجيل مرقُس. 3- إنجيل مَتَّى. 4- إنجيل لُوقا. 4
خامساً : القرآن :
القرآن كلام الله(حسب الاعتقاد الاسلامي) ، منه بدأ وإليه يَعود ، تكلّم به ربنا على الحقيقة وأنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وحيًا، وصدَّقه المؤمنون على ذلك حقا، وأيقنوا أنه كلام الله .
وقد سَمّى الله القرآن ( كلام الله ) فقال : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) [التوبة : 6].
وأخبر أنه أنزل القرآن ، وأنه نزّله تنْزِيلا ، فمن ذلك قوله القران : ( وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً ) [الإسراء : 106].
والقرآن هو (حسب الاعتقاد الاسلامي)آخر الكتب السماوية وهو خاتمها، وهو أطولها، وأشملها، وهو الحاكم عليها. قال الله : [وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ] (المائدة: 48). وقال : [وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ] (يونس: 37). وقال: [مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ] (يوسف: 111). قال أهل التفسير في قوله تعالى [وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ]: مهيمناً وشاهداً على ما قبله من الكتب، ومصدقاً لها؛ يعني يصدق ما فيها من الصحيح، وينفي ما وقع فيها من تحريف، وتبديل، وتغيير، ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير. ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه كما قال تبارك وتعالى : [الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ](القصص:52 ، 53 ). فالقرآن هو رسالة الله لجميع الخلق، وقد تكفل سبحانه [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] (الحجر: 9). ولا يقبل الله من أحد ديناً إلا ما جاء في هذا القرآن (حسب الاعتقاد الاسلامي). قال الشيخ ابن سعدي في قوله : [وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ] : أي مشتملاً على ما اشتملت عليه الكتب السابقة وزيادة في المطالب الإلهية، والأخلاق النفسية؛ فهو الكتاب الذي يتبع كل حق جاءت به الكتب، فأمر به، وحث عليه، وأكثر من الطرق الموصلة إليه. وهو الكتاب الذي فيه نبأ السابقين واللاحقين، وهو الكتاب الذي فيه الحكم والحكمة، والأحكام الذي عرضت عليه الكتب السابقة، فما شهد له بالصدق فهو المقبول، وما شهد له بالرد فهو مردود قد دخله التحريف والتبديل، وإلا لو كان من عند الله لم يخالفه .
--------------------------------------------------------------------------------
ويطلق القرآن على هذه الكتب لفظ الزبور كما ورد ذلك في القرآن:
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105
كما يسمي أحدها زبور {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }النساء163